في نهايات العام المنصرم 2019 , صدم الجميع بأصوات لم تطل على مسامعنا من قبل .. صوت مجنح بكل قوته قادم لنا من سواحل البحر المتوسط.. صوت قادم من عالم غامض قيل أنه للحوت الأزرق وهو أضخم الكائنات الحية على كوكبنا .. شعر الجميع بالذعر وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع لذلك الصوت . قيل ما قيل عنه ، قيل أنه الغضب الإلهي وأنه صوت حزين يبكي حالنا ويشتكي منا الى الله .. وطوينا صفحته مع الوقت وتناسيناه .
وبعدها بأيام وأيضا قبل انتهاء 2019 فوجئ سكان مدينة ووهان الصينية بفيروس متحور من عائلة كورونا ولقب فيروس كورنا المستجد ..وقيل عنه انه متطور نتيجة اختلاط البشر مع الحيوانات بمختلف انواعها وتحور وتطور لينتقل من الحيون إلى الإنسان .
من هنا يأتي سحر قدرته سبحانه وتعالى ويبرهن قدراته انه قادر أن يفزعنا بصوت أضخم الكائنات الحية ( إن صحت رواية انه الحوت الازرق ) وقادر أيضا على اخافتنا وفقد التواصل مع الجميع بذلك الفيروس الغير مرئي بالعين المجردة ويحتاج الى تليسكوبات ، وأصبح الكل خائف ان يتلمس الآخر .. أصبح الابن والابنه حذره في التعامل مع والديها .. وقد يتفرقا ويودعا بعضهم بعضا دون ان يحضتنها او يقبلها بل دون ان يمس يدها .. حرصا من الابناء ان لا تنقل لاحبابنا العدوى ان كانو حاملين للفيروس .
أي عالم هذا بكل قدراته وبكل اسلحته الفتاكه عاجز ان يقاوم ذلك الفيروس الذي لا يوازي حجمه جناح بعوضه . اي عالم نعيش فيه علينا الانتظار عدة اشهر حتى نستطيع فهم سلوك الفيروس وايجاد حلول لكبح جماحه. أي عالم هذا فقد أبسط حقوقه ان يأمن في بيته، أصبح صعبا ان نكون في مأمن من الامراض أو نقل العدوى .. أي عالم هذا شتت وعزل البشر وسكن الكوكب ليلا في الظلام وفي بعض الدول تنفست الأرض الصعداء ليلا ونهارا من الازدحام والضوضاء والانبعاثات الناتجة عن المحروقات ، أما الدول الآخرى إما فرض حظر تجوال او إغلاق مبكر لأماكن التجمعات.
أي جرم ارتكبناه ليمنع الصلاة والطواف ومس الحجر الأسود الشريف .. أي ذنب اقترفته يدانا لتغلق أبواب المسجد النبوي أمامنا وتمنع الصلاة في كثير من مساجد المسلمين ... لعله تذكير لنا بأن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين قد قيد أيضا وتمنع وتغلق أبوابه أمام المصليين.
لعلنا ابتعدنا أشد البعد وتحولت حياتنا الى حياة مادية خالية من الروحانيات - التي اصبحت تجارة وتحايل بالأسماء للمشوربات الكحولية - خالية من قيم وأخلاق ديننا . خالية من اي فعل يقربنا يوم ان نلقاه
كلنا مخطئون وخيرنا من يبدأ بفعل الخير حتى تمر ازمتنا على خير بأقل الضرر إن أمكن .. لا نريد أن نفقد أقرب الناس إلينا، حينها لا ينفع الندم او لن تعلم مدى الأسى حينما تعلم انك كنت ناقله إلى منزلك وتأثر أهلك به .. شعور لن يفارقك ما دمت حيا ..
تتسلح الدول بالعلم والعمل حتى ايجاد حل لمصيبتنا ونحن في الدول العربية نشاهد ونتلاعب بالدين ونتلاعب بالمنتجات واسعارها واحتكارها حتى نجمع اكبر عائد ممكن ... نتظر منهم معونة وجمع تبرعات .. لا مكان للابحاث بينا لاننا لم نعطهم حقه من قبل .
وفي النهاية يجب ان نعلم ونكون لدينا يقين أن إن تعددت الاسباب فالموت واحد .. فلا تبخل على اهل بيتك بالعاطفة وخذ حذرك وانت تتعامل مع الاخريين . تعامل انت بحذر كانك حامل للفيروس وتعامل مع الناس كانهم حاملون له .....
كل الدعوات للشفاء لجميع المصابين باي مرض وشكرا لمن يخفف عنهم آلامهم .