نعم تَفاءل، نعم سأُشاهِدهم يضربون بعضهم البعض وانتظرهم، سأنتظر، لن أبكي، لِم أبكي؟ على أي شيء أبكي؟، أنا نا مُتفائل، هل هناك تفاءل أكثر من أن نجد حروف من نور أنزلها الله من فوق سبع سماوات على رسوله في المصحف الشريف ؛يقول العزيز الحكيم: " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)" *، فمهما زاد العُسر فاليُسر قادم لا محالة.
نعم لا أحد يستطيع ان يَكبح جماح دموعه عن الهطول، وحين يَحل الليل ويغادر الجميع ويخلدون للنوم، يبقى هو، هو وأنينه، بين كسرت الفؤاد ودموعه مع كل ذكرى، لا يتوقف عن النَبش في دفاتر الماضي وتذكر أقل كلمة وكل همسة بل تذكر مجرد ابتسامه، فتتساقط الدموع، وأن تذكر لحظة حزن رسمت على وجهه، غاص قلبه في أعماق صدره. وقد يصل حد الألم إلى النحيب، لا تتوقف الدموع لتك الساعة من الليل، بل لا تتوقف تلك الليلة ولا ذاك الشهر، لا.. قد لا تتوقف حتى لفظ آخر أنفاسه. يُظهِر صَبره ويقوي بوجود أناس حوله حتى وأن كان حاضرا بجسده غائبا بروحه، فَقدْ فَقدَ روحه، و ما الحياة بعد فقد الروح ...
مع ذلك يصبر، تجده قويا أمام من حوله، يكابر على الحزن، يصبر كثيرا وقلبه يعتصر ألما، يرى أن كل ما يحدث ما هي إلى خطوات لغد مشرق، بلا غدر بلا خبث، لا أحزان أخرى، مصدر صبره أنه واثق من أن الأيام دول وأن الله لا يخيب دعوة المكلوم.
رحم الله جميع من فقدناهم وأنزل صبرا على ذويهم
………………………………
*سورة التين .

No comments:
Post a Comment