Thursday, February 14, 2019

شنطة سفر

    تحل علي الذكرى الأولى لأكبر عملية وداع في العقد الثاني من عمري وقد تكون الأكبر على مدار حياتي ، كل شيء بَهُت لونه ، كل الأفكار مطروحه ، وكل خلية في عقلي تعمل على قدم وساق من أجل إيقاد احاسيس الوداع وجعلها شعلة أولمبية لا تنطفئ .

     ذكريات وخيالات وتفاصيل يكمن فيها الشيطان ، روح عالقة بين احبائي وأصدقائي ومن حولي وبين المستقبل ، في اللحظة التي قدر فيها أن يكون المال هو المتحكم ، هو الآمر الناهي ، هو ربان سفينة يقطن عليها أحلامي وطموحاتي و الغد و تكوين النفس .
      في تلك الفترة وعلى مدار ثلاث اشهر متواصلة وتزايد حدتها في شهر فبراير ، أقوم بشراء المستلزمات ، اقترب أكثر من أسرتي أقضي معهم أطولوقت ممكن .. وكنت أميل للعزلة والتفكير أيضا .

     أسير في الطرقات أو على ضفاف النيل أشتم أخر انفاسه ،التقط صور تذكارية هنا وهناك مقابلة من يمكن مقابلته قبل فوات الاوان . بل كان يمتد بخيالي للحظات الشوق ألى الزحام الذي لا المركبات والماره ، الى الوجوه الطيبة في الاصل ودافئ ، زيارة أشهر معالم القاهرة مع صديقي .. السهر مرات اخرى حتى مطلع الفجر ،
   
     كانت أحاديثي معهم عن مستقبلي والتغيرات التي قد تطرأ على مظهري وإسمرار بشرتي وسقوط متواصل لشعري حتى فقدانه ، استمرار الحديث عن مشاريعهم في الحب والجواز ، ويظل حلم ان أعيش افضل قائم لا يتغير ، دعوات بالتوفيق ومعية الله  من كل حدب صوب لا تفارقني أينما حللت .

    ظللت هكذا حتى جاء شهر مارس أواخر ايامه بالتحديد ليكتب نهاية لتلك الدموع التي ذرف منها ما يكفي على الخدين وتبقى ما تخبئه النفوس اللصدور اكبر وامر ، ليتأجل حلم السفر ويتوقف لاخلافات مالية ، تنقاضات في الهعود وكلام مبهم ، عادت للحياة لونها بعد ان فقدت الوانها وبهتت وظلت باهته لفترة استمرت قرابة ثلاث أشهر متواصلة بلا لون ..

No comments:

Post a Comment