عادة تقدم لنا أفلام السينما أو المسلسلات الدرامية قصص وبطولات وشخصيات متقنة ومرسومة بعناية ، عندما تقدم على شكل عمل أدبي في المقام الأول ، فيتحرر الكاتب في أفكاره من شتى أنواع الضغوط التي يتعرض لها ، من الأبطال لتكبير الدور وزيادة عدد المشاهد ، من سطوة البطل على فكر جميع الشخصيات ، ويكون هو شغلهم الشاغل، أن يقع في حبه جميع الشخصيات عدا واحده شريرة تُهزم في نهايتها أو تَقتُل البطل ، لا ثالث لهما .
وعندما نجد أفلام مأخوذة عن رواية أدبية ، نعرف أننا أمام فيلم مختلف المذاق، بعيد عن النمطية، له أفكاره الساحرة ، وأسأل في ذلك أفلام الأبيض والأسود المأخوذة من أروع أدباء العصر حتى يومنا هذا - و أشهرهم الأساتذة ( نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، توفيق الحكيم و يوسف السباعي ) وغيرهم الكثير . قدموا لنا تاريخ عريق نفتخر به من للقصص والحكايات في صناعة السينما .
روايتنا الفيل الأزرق 1 هي رواية مكتملة الأركان من بدايتها إلى نهايتها وقد شكلت نقلة نوعية في الصورة والفكر على الشاشة الفضية لم نكن نتخيلها لحد الإبهار .
لنجد إعلان بعدها عن الفيل الأزرق 2 . بدون رواية تستند عليها، بدون توقعات لعمل خصص ورسم لأبطاله ،ويأتي الإعلان عن الفيلم وعن أبطاله ، لتجد أنه بالتأكيد هناك شيء جميل يحتم علينا انتظاره ،عندما يجتمع حوله كل هؤلاء الأبطال .
بالفعل كان مروان حامد وأحمد مراد في الموعد مع أبطالنا المتألقين دائما كريم عبد العزيز ونيللي كريم وهند صبري ، ليرسم لنا صورة إخراجية ترفع السقف إلى مستويات جديدة كانوا هم من رفعوا سقفه في الجزء الأول 2014 . قصة جميلة خارج السرب من الأفكار - المطروحة دائمآ -، تعيش واقع وأزمنة مختلفة كأنك تنقلت بكرسيك في السينما بالزمن بكل جدية في الديكور و الملابس والإكسسوارات، لتشاهد تحفة فنية ولوحة إبداعية مرسومة بعناية ، لا يمكن أن نغفل الموسيقار هشام نزيه المبدع تتحدث نوتته وأدواته الموسيقيا بأجمل الكلمات والتعابير لتخلق حالة عاش معها المشاهدون بمشاعرهم وجوارحهم ، تألق غير طبيعي في الجزء الأول ليكمل تحفته في الجزء الثاني، إبداعات لا تتوقف الموسيقار .
أركان الفيلم مكتملة صورة وصوت وأبطال وقصة وحبكة ،كل شيء مبهج في السينما المصرية عندما تذكر الفيل الازرق.