Saturday, August 3, 2019

سحر سينما لا ينطفئ- الفيل الازرق 2 -

    عادة تقدم لنا أفلام السينما أو المسلسلات الدرامية قصص وبطولات وشخصيات متقنة ومرسومة بعناية  ، عندما تقدم على شكل عمل أدبي في المقام الأول ،  فيتحرر الكاتب في أفكاره من شتى أنواع الضغوط التي يتعرض لها ، من الأبطال لتكبير الدور وزيادة عدد المشاهد ، من سطوة البطل على فكر جميع الشخصيات ، ويكون هو شغلهم الشاغل،  أن يقع في حبه جميع الشخصيات عدا واحده شريرة تُهزم في نهايتها أو  تَقتُل البطل ، لا ثالث لهما .

     وعندما نجد أفلام مأخوذة عن رواية أدبية ، نعرف أننا أمام فيلم مختلف المذاق،  بعيد عن النمطية،  له أفكاره الساحرة ، وأسأل في ذلك أفلام الأبيض والأسود  المأخوذة من أروع  أدباء العصر حتى يومنا هذا - و أشهرهم الأساتذة ( نجيب محفوظ  وإحسان عبد القدوس،  توفيق الحكيم و  يوسف السباعي ) وغيرهم الكثير . قدموا لنا تاريخ عريق نفتخر به من للقصص والحكايات في صناعة السينما  .

     روايتنا الفيل الأزرق 1 هي رواية مكتملة الأركان من بدايتها إلى نهايتها وقد شكلت نقلة نوعية في الصورة والفكر على الشاشة الفضية لم نكن نتخيلها لحد الإبهار . 

     لنجد إعلان بعدها عن الفيل الأزرق  2 . بدون رواية تستند  عليها،  بدون توقعات لعمل خصص ورسم لأبطاله ،ويأتي الإعلان عن الفيلم وعن أبطاله ، لتجد أنه بالتأكيد هناك شيء جميل يحتم علينا انتظاره ،عندما يجتمع حوله كل هؤلاء الأبطال .
بالفعل كان مروان حامد وأحمد مراد في الموعد مع أبطالنا المتألقين دائما كريم عبد العزيز ونيللي كريم وهند صبري ، ليرسم لنا  صورة إخراجية ترفع السقف إلى  مستويات جديدة كانوا هم من رفعوا سقفه في الجزء الأول 2014 . قصة جميلة خارج السرب من الأفكار - المطروحة دائمآ -،  تعيش واقع وأزمنة مختلفة كأنك تنقلت بكرسيك في السينما بالزمن بكل جدية في الديكور و الملابس والإكسسوارات،  لتشاهد تحفة فنية ولوحة إبداعية مرسومة بعناية ،  لا يمكن أن نغفل الموسيقار هشام نزيه المبدع تتحدث نوتته وأدواته الموسيقيا بأجمل الكلمات والتعابير لتخلق حالة عاش معها المشاهدون بمشاعرهم وجوارحهم ،  تألق غير طبيعي في الجزء الأول ليكمل تحفته في الجزء الثاني،  إبداعات لا تتوقف الموسيقار .   

أركان الفيلم  مكتملة صورة وصوت وأبطال وقصة وحبكة  ،كل شيء مبهج في  السينما المصرية عندما تذكر الفيل الازرق. 

No comments:

Post a Comment